أخي الفاضل .. أختي الفاضلة ..
:: الإنسان قد يولد مرة واحدة وقد يولد مرتين ::
نعم يولد مرتين:: !!!!!
...
أمــا الميلاد الاول::
يوم أن يخرج من ظلمات رحم أمه إلى نور الدنيا ..
وذلك ميلاد يشترك فيه كل البشر .. المسلمون والكفار .. الأبرار والفجار ..
بل وتشترك فيه الحيوانات أيضا ..
أما الميلاد الثاني:
فهو يوم يخرج من ظلمات المعصية إلى نور الطاعة ..
وهذا الميلاد خاص بمن وفقه الله من البشر لطريق الهداية ومسلك الاستقامة ..
وقد صور الله عز وجل هذا الميلاد بقوله:
{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ
مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}
(الأنعام122 )
إنه ميلاد لا يتقيد بعمر .. وقد تولد في أي عمر .. وهنيئاً لك إن لم يسبق الموت ميلادك هذا ..
إبـن آدم .....
ولـدتــك امك يــا ابن آدم بـــاكيـا * * * والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا * * * في يـوم موتك ضاحكا مســرورا
إنه ميلاد ليس له سبب معين .. ولكنه شيء يهز نفسك هزا ..
شيء يشعرك بأنك ما خلقت عبثا .. ولن تترك سدًى ولا هملا ..
نعم هو هزة .. فاستيقاظ من غفلة .. فمحاسبة للنفس .. فدمعة على الخد ..
فسجــود لله من ذلك العبد .. فثبات .. نسأل الله الثبات ..
حتى يدخلنا ربنا برحمته جنة عرضها كعرض الأرض والسماوات ..
ولكن ..!!!
هذا الميلاد لا يولده أي إنسان ..
إنما يولده -بعد توفيق الله- مع أخذ بالأسباب .. وقد تأتيه الأسباب .....
قد يكون كافراً فيسلم .. وقد يكون مسلماً مبتعداً عن الله فيعـــود إلى الله ..
ويكون مستقيماً فيجدد الميلاد.
فلا إله إلا الله ما ألذه من ميلاد .. ذلك الميلاد ..
ولا إله إلا الله ما أسعده من مولود .. ذلك المولود ..
ولا إله إلا الله ما أفضلها من أيام .. تلك الأيام ..
يوم يتمرد الإنسان عن الانقياد للشيطان ..
يوم يرتبط الإنسان بالله الواحد الديان ..
يوم يذوق الإنسان حلاوة الإيمان ..
يوم تَذرف بالدموع العينان ..
يوم يلهج بذكر الله اللسان ..
يوم تتنزه الآذنان عن سماع المعازف والألحان ومزمار الشيطان
وتستبدله بكلام الواحد المنان
فيا اخي المسلم..
يا من خلقك ربك فسواك .. وهو الذي رزقك وكساك .. وأطعمك وسقاك .. ومن كل خير سألته أعطاك ..
ومع ذلك عصيت وما شكرت .. وأذنبت وما استغفرت ..
تنتقل من معصية إلى معصية .. ومن ذنب إلى ذنب .. كأنك ستخلد في هذه الدنيا ولن تموت ..
تبارز الله بالمعاصي والذنوب .. غافلاً ساهياً عن علام الغيوب ..
فليت شعري .. متى تتوب .. متى تتوب ؟!!!
أتتوب عند هجوم هادم اللذات ؟؟
أتتوب عند الممات ؟؟
وهل تظن ذلك يقبل منك في تلك اللحظات ؟!!!
استمع إلى مَن أنعم عليك وهو يتحدث عن أولئك الذين بارزوه بالذنوب والمعاصي ..
ولم يخشوا يوماً يؤخذ فيه بالأقدام والنواصي .. أنظر ماذا يقول الله عنهم ...
{ حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ }
لماذا تتمنى الرجعة يا هذا ؟
{ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ}
{ كَلاَّ}
نعم
كلا فقد أمهلناك ..
كلا فقد تركناك ..
فتماديت .. وما رجعت وما باليت ..
{ كَلاَّ}
فقد انتهى الوقت
{ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}
قد تقول ..
ماذا أفعل ؟؟
ماذا أصنع؟؟
أذنبت كثيرا .. عصيت كثيرا ..
أقول لك أخي عجّل .. عجّل ما دام الباب مفتوحا ..
نعم ..
لا يزال باب التوبة مفتوحاً لك ....
يقول صلى الله عليه وسلم :
إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر .. والتائب من الذنب كمن لا ذنب له ..
وأبشرك ببشارة الله لك ولكل التائبين اسمعها في قول الله تعالى:
{ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)
وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً ( ..71 ..)
(سورة الفرقان)
عجّل يا أخي عجّل .. ولا تجعل للشيطان إليك سبيلا ..
عجّل يا أخي عجّل قبل .....
{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَى علَى مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56)
أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57)
أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ (58)
(سورة الزمر)
عجّل يا أخي عجّل واعلم أن الله يفرح بتوبتك إذا تبت
عجّل يا أخي عجّل واعلم أن الله يحبك إذا رجعت اليه وأنبت
وأسأل الله العــــــلي القدير رب العرش الكريم..
أن يمـــــــــــــن على وعليكمـ وعلى المسلمين اجمعين بالهدايه والغفران
قبل فوات الاوان....
منقول للافادة والعمل به