إذا كان الله محبة وجمالا وخيرا فكيف يخلق الكراهية والقبح والشر ؟؟؟
إن الله سبحانه وتعالى كله رحمة وكله خير وأنه لم يأمر بالشر ولكنه سمح به لحكمة ....
[إِنَّ اللّه لاَ يأْمر بِالْفَحشاء أَتُقوُلونَ علَى اللّهِ ما لاَ تعلَمونَ]
الله لا يأمر إلا بالعدل والمحبة والإحسان والعفو والخير وهو لا يرضى إلا بالطيب
فلماذا ترك الظالم يظلم والقاتل يقتل والسارق يسرق؟
لأن الله أرادنا أحرارا ..
والحرية اقتضت الخطأ ولا معنى للحرية دون أن يكون لنا حق التجربة والخطأ والصواب
والاختيار الحر بين المعصية.. والطاعة
وكان في قدرة الله أن لا يجعلنا جميعا أخياراً وذلك بأن يقهرنا على الطاعة قهرا وكان ذلك يقتضي أن يسلبنا حرية الاختيار
وفي دستور الله وسنته أن الحرية مع الألم أكرم للإنسان من العبودية مع السعادة .. ولهذا تركنا نخطيء ونتألم ونتعلم
وهذه هي الحكمة في سماحه بالشر
والشر في الكون كالظل في الصورة
إذا اقتربت منه خيل إليك أنه عيب ونقص في الصورة
ولكن إذا ابتعدت ونظرت إلى الصورة ككل نظرة شاملة اكتشفت أنه ضروري ولا غنى عنه
وأنه يؤدي وظيفة جمالية في البناء العام للصورة
وهل كان يمكننا أن نعرف الصحة لولا المرض
إن الصحة تظل تاجا على رؤوسنا لا نراه ولا نعرفه إلا حينما نمرض
وبالمثل ما كان ممكنا أن نعرف الجمال لولا القبح
ولا الوضع الطبيعي لولا االشاذ
ولهذا يقول الفيلسوف أبو حامد الغزالي : إن نقص الكون هو عين كماله مثل اعوجاج القوس هو عين صلاحيته ولو أنه استقام لما رمى
د. مصطفى محمــــــود