إبتسم !!
الضحك المعتدل بلسم للهموم ومرهم للأحزان ،وله قوة عجيبة فى فرح الروح ،وجذل القلب.
حتى قال أبو الدرداء -رضى الله عنه - :إنى لأضحك حتى يكون إجماما لقلبى.
وكان أكرم الناس - صلى الله عليه وسلم_ يضحك أحيانا حتى تبدوا نواجذه ،وهذا ضحك العقلاء البصراء بداء النفس ودوائها.
والضحك ذروة الانشراح وقمة الراحة ونهاية الانبساط .
ولكنة ضحك بلا إسراف : "لا تكثر الضحك ،فإن كثرة الضحك تميت القلب ".
ولكنة التوسط : " وتبسمك فى وجه أخيك صدقة ".
ومن نعيم أهل الجنة الضحك.
وكانت العرب تمدح ضحوك السن ،وتجعلة دليلا على سعة النفس وجودة الكف ،وسخاوة الطبع ،وكرم السجايا،ونداوة الخاطر :
ضحوك السن يطرب للعطايا ويفرح إن تعرض بالسؤال
والحقيقة أن الاسلام بنى على الوسطية والاعتدال فى العقائد والعبادات والاخلاق والسلوك ،
فلا عبوس مخيف قاتم ،ولا قهقهة مستمرة عابثة ولكنة جد وقور ،وخفة روح واثقة.
يقول أحمد أمين فى "فيض الخاطر" :
"ليس المبتسمون للحياة أسعد حالا لأنفسهم فقط ،بل هم كذلك أقدر على العمل ،أكثر أحتمالا للمسؤلية،
وأصلح لمواجهة الشدائد ومعالجة الصعاب والإتيان بعظائم الامور التى تنفعهم وتنفع الناس"
لو خيرت بين مال كثير أو منصب خطير ،وبين نفس راضية باسمة،لاخترت الثانية ،
فما المال مع العبوس ؟! وما المنصب مع انقباض النفس ؟!
وما كل ما فى الحياة إذا كان صاحبة ضيقا حرجا ؟!
وما جمال الزوجة إذا عبست وقلبت بيتها جحيم ؟!لخير منها زوجة لم تبلغ مبلغها فى الجمال وجعلت بيتها جنة.
هناك نفوس تستطيع أن تصنع من كل شئ شقاء ، ونفوس تستطيع أن تصنع من كل شئ سعادة .