الأول:
........
ينبغي
أن تخاف من الله ألا يقبل منك عملاً؛ لأن العمل قد لا يخلو من عجب أو
رياء، أو لا يوجد فيه إخلاص، أو لا يوجد فيه نية صادقة، أو يتخلله قليل من
الكبر.
الثاني:
.........
أن تخاف من الملائكة أن تكتب
عليك سيئات لم تستغفر منها؛ لأنني يمكن أن أتذكر السيئات التي عملتها قبل
ساعة أو ساعتين وربما قبل يوم أو يومين، أو قبل شهر على مشقة! لكن أن
أتذكر سيئات قبل عشر سنين، أو قبل عشرين سنة!! فهذا قد يكون مستحيلاً،
ولكن
هل نسي رب العباد سيئاتنا؟ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا [مريم:64]، كما
أن الله عز وجل جعل علينا شهوداً عشرة منها: الجوارح والأرض والسماء
والليل والنهار والملائكة، وملك الحسنات وملك السيئات، ولذا عندما يتوب
الله عز وجل على العبد سوف ينسى الحفظة؛ لأن الحفظة هم الذين يكتبون أعمال
العباد، وينسي الأرض التي عملت عليها المعصية، وينسي الجديدين: الليل
والنهار. إذاً: فالله يُنسي كل من يستطيع أن يشهد عليك، وبقي أن يشهد عليك
خير الشاهدين، وهو أرحم الرحمين.
الثالث:
........
أن
يخاف من سوء الخاتمة، وسوء الخاتمة يأتي من شيء وحيد هو إدمان الذنوب،
فالناس الذين لا يعملون خيراً في الدنيا، وهم طوال حياتهم يؤذون أنفسهم
ويؤذون غيرهم، فهؤلاء يخاف عليهم من سوء الخاتمة.
الرابع:
........
أن
تكون على خوف من هجوم ملك الموت عليك فجأة، وقد ينزل عليك فجأة أو بعد
إنذار، ولذلك عندما بعث ملك الموت إلى سيدنا موسى عليه السلام قال: يا رب!
أترسل لي ملك الموت قبل أن ترسل إلي وتنذرني،
قال: أرسلت إليك يا موسى!
قال: وما أرسلت؟
قال: شاب شعرك بعد سواده، ووهن عظمك بعد قوته، واحدودب ظهرك بعد استقامته،
أليست تلك رسل؟
إن
الموت لا يعرف فقط إلا كبير السن، أو لا يعرف فقط إلا المريض ، لا ليس
الأمر كذلك، فالصغير يموت، والشباب يموت، وصحيح البدن يموت، والكل يموتون،
ولذا ينبغي على كل واحد منا أن يخاف من هجوم ملك الموت عليه.
الخامس:
..........
أن
أخاف فأبحث في أموالي لئلا يكون فيها حرام، ولئلا يكون فيها مال مغتصب، أو
يكون فيها مال ملت أنا عن الحق فيه وأكلته بدون وجه حق.
السادس:
...........
أن
أخاف ألا يشفع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، وأعرف أنه
سيشفع لي من كثرة الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام.
هذه مخاوف ستة إذا عاش العبد في حيطانها فعلاً فلا يجمع الله عليه خوفاً ثانياً يوم القيامة.
ولذلك
جاء في الحديث القدسي: (لا أجمع على عبدي أمنين ولا خوفين، من خافني في
الدنيا أمنته في الآخرة، ومن أمنني في الدنيا خوفته في الآخرة)