Dr_zeyad مشرفه
عدد الرسائل : 1048 العمر : 33 الموقع : http://tagged.com/gainyourself المزاج : Over The Moon 4ever تاريخ التسجيل : 29/10/2008 نقاط : 6811
| موضوع: نعبده ولكن!!!((الفتور وعلاجه)) الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 4:37 | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أولا : الفتور الفتور يطلق في اللغة على معنيين: الأول: الكسل أو التراخي أو التباطؤ بعد النشاط والجد. والمعنى الثاني للفتورفي اللغة: السكون بعد الحركة والانقطاع بعد الاستمرار. ومعنى الفتور اصطلاحا:داء ومرض خطير، يصيب بعض المسلمين،أو بعض العاملين للإسلام أدناه الكسل،أوالتراخي أو السكون بعد الحركة،وأعلاه الانقطاع بعد الاستمرار. وقد أثنى الله– جل وعلا– على ملائكته فقال سبحانه{ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِندَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ{19} يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ }[ الأنبياء /20،19]لا يتكاسلون،ولا يتوقفون عن الذكر،والتسبيح ، والطاعة،والعبادة. ثانيا : أعراض الفتور أعراضه كثيرة: منها إعراض عن القرآن ، إعراض عن قيام الليل بعد رمضان ، إعراض عن الذكر والاستغفار والتسبيح ، إطلاق للبصر ، للنظر إلى ما حرم الله أسباب الفتور 1)ضعف الإيمان بالله – جل وعلا قال – جل وعلا: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناُ} [ال عمران ] فالايمان يزيد وينقص ، يزيد بالطاعات وينقص بارتكاب المعاصي والتكاسل علاقة القلب بالايمان؟ الإيمان حصن الأمان وهدايتك للطاعات بتوفيق رب الأرض والسماوات ثمرة حلوة للإيمان. قال – جل وعلا: {وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} [ التغابن 11] فهداية القلب ثمرة للإيمان ، ولو هدى الله قلبك استقامت جوارحك كلها على الطاعة. ورد في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير ، أن النذير البشير قال : (( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب )) فمحال أن تتذوق طعم الإيمان، وحلاوة الإيمان ، وأن يضيء قلبك بنور الإيمان ، محال بعد هذا أن نتخلى عن مواد الإيمان ، ألا هي الطاعة فضعف الإيمان في القلب، من أخطر أسباب الفتور.لأنه ورد عن أبي هريرة أنه قال : القلب ملك الأعضاء ، والجوارح جنوده ورعاياه ، فإن طاب الملك طابت الجنود والرعايا ، وإن خبث الملك خبثت الجنود والرعايا . قال عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه : اطلب قلبك في ثلاثة مواطن ، اطلب قلبك في ثلاثة مواطن : عند سماع القرآن ، وفي مجالس الذكر – أي العلم – وفي أوقات الخلوة " 2)ضعف الإرادة والهمة قال ابن القيم:اعلم أن العبد إنما يقطع منازل السير إلى الله تعالى بقلبه وهمته لا ببدنه ، فالتقوى في الحقيقة تقوى القلب لا تقوى الجوارح . قال تعالى : {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }[الحج/32] وأشار النبي يوما إلى صدره الشريف وقال: ((التقوى ها هنا، التقوى ها هنا)) ففي ضعف الإرادة ، ضعف الهمة قال الشاعر: ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ولم أر في عيوب الناس عيبا كنقص القادرين على التمام وقال – جل وعلا : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ{10} أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ{11} فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ{12} ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ{13} وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ } [الواقعة/10-14] . قال ابن القيم: (( فالسابقون في الآخرة إلى الرضوان والجنات هم السابقون في الدنيا إلى الخيرات والطاعات، فعلى قدر السبق هنا يكون السبق هناك)) . 3)الاستهانة بصغائر الذنوب يقول البعض بعد رمضان : لقد صليت القيام في رمضان كاملاً وصمت ثلاثين يوماً ، فيتصور ويزين الشيطان له أنه في يوم العيد صار في فسحة ، فيطلق لبصره العنان ، وللسانه العنان ، ولجوارحه العنان ، ثم يزين الشيطان له أنه واقع في صغائر الذنوب ، فيستهين بصغائر الذنوب وينسى قول رسول الله : (( إياكم ومحقرات الذنوب ، فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه )) ولله در عبد الله بن المبارك،إذ يقول رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إدمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عصيانها خل الذنوب صغيرها وكبيرها فهو التقى وأصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصا قال ابن عباس : ((إن الطاعة نورا في الوجه ، ونوراً في القلب ، ونوراً في البدن ، وسعة في الرزق ، ومحبة في قلوب الخلق ، وإن للمعصية سوادا في الوجه ، وظلمة في القلب والقبر ، ووهنا في البدن ، وضيقا في الرزق ، وبغضا في قلوب الخلق )).قال – جل وعلا :{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }[مريم/96] أي : محبة ومكانة في قلوب عباده المؤمنين . 4)هجر مجالس العلم التي تجدد إيمانه وتقوي إرادته ، وتنشط همته للعلم ، لدين الله – تبارك وتعالى ففي مجالس العلم تحصل من الأجر والسكينة والفضل والعلم بالحلال والحرام وتجديد الإيمان ما لا يمكن البتة أن تحصله إن حبست نفسك في مكتبتك الخاصة لتطالع من الكتب ما يسر الله لك أن تطالع . من طلب العلم بغير شيخ سيدركها اذا شاب الغراب لتتعلم في مجالس العلم الحلال والحرام ، ولتتعرف على الحق والباطل فمن أعظم الأسباب التي يرفع الله لها همتك ويقوي بها إرادتك ، لتعمل لدين الله ، ولتستمر على الطاعة أن تكون في مجلس علم يذكرك فيه عالم هذا المجلس بالله ، وبرسول الله وإن من أعظم البيئات التي يتجدد فيها إيمانك بيئة مجالس العلم قال جل وعلا:{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة/11] قال – جل وعلا: { هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ } [ الزمر/9 5)مصاحبة ذوي الهم الضعيفة والإرادات الدنيئة الدنية يصيبك بالفتور وأدناه التباطؤ عن العمل والانقطاع،وأعلاه الانقطاع عن العمل،عن الطاعة،فلا تصاحب إلا أصحاب الهمم العالية،لا تصاحب إلا أصحاب الإرادات القوية،واضرب مع أهل كل عبودية بسهم واضرب مع أهل كل عبودية بسهم،بمعنى:اصحب أهل الصلاح،واضرب معهم بسيف واصحب أهل الإنفاق،واضرب معهم بسهم،واصحب أهل القيام واضرب معهم بسهم واصحب أهل الذكر واضرب معهم بسهم . وهكذا كلما صحبت أهل الفضل ممن فتح الله لهم أبواب العبودية،نظرت إليهم فاحتقرت عملك واحتقرت نفسك واحتقرت جهدك،فأكثرت من العمل،وزدت في الطاعة والعبادة،فإن صحبت الأخيار تنعكس عليك والنبي يقول(( لا تصاحب إلا مؤمنا ولا يأكل طعامك إلا تقي ))
|
عدل سابقا من قبل Dr_zeyad في الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 4:43 عدل 1 مرات | |
|
Dr_zeyad مشرفه
عدد الرسائل : 1048 العمر : 33 الموقع : http://tagged.com/gainyourself المزاج : Over The Moon 4ever تاريخ التسجيل : 29/10/2008 نقاط : 6811
| موضوع: رد: نعبده ولكن!!!((الفتور وعلاجه)) الثلاثاء 25 أغسطس 2009 - 4:42 | |
|
العلاج أولا:أنك لن توفق للطاعة إلا بتوفيق الله لك،فالموفق من وفقه الله،والمخذول من خذله الله روى الإمام أحمد في مسنده والترمذي في السنن بسند صحيح من حديث أنس أن النبي قال (( إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله )) قيل:كيف يستعمله يا رسول الله ؟ قال(( يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه )) ثانيا:القصد والاعتدال في الطاعات بلا إفراط أو تفريط فخير الأمور الوسط. وفي الصحيحين من حديث أنس أن النبي دخل المسجد يوما فوجد حبلا مربوطا بين ساريتين – بين عمودين – فقال النبي (( ما هذا )) ؟ قالوا :حبل لزينب إذا فترت تعلقت به قال((حلوه )) ثم قال( ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليرقد)).وفي الصحيحين من حديث أنس قال:جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي يسألون عن عبادته،فلما أخبروا عنها كأنهم تقالوها فقالوا:أين نحن من رسول الله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟ فقال أحدهم:أما أنا اصلي الليل أبدا وقال الآخر:أما أنا أصوم الدهر ولا أفطر أبدا،وقال الثالث:وأما أنا فأعتزل النساء ولا أتزوج أبدا . فلما أخبر النبي بخبرهم قال (( أنتم الذين قلتم كذا وكذا،أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له ولكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني )) ثالثا:التدرج في الطاعة يظن البعض أن التدرج هو أن يصلي الفرائض ، وأن يؤجل الصيام حتى يتقن الصلاة،هذا خلل في فهم التدرج،لكن التدرج معناه أن تبدأ بالأسهل فالأسهل،وبالأحب إلى قلبك.أن تبدأ مثلا قيام الليل إن كنت ممن لا يقومون الليل أن تبدأ بركعة أو أن تبدأ بثلاث ركعات،وهكذا وهكذا حتى تصلي إحدى عشر ركعة،أو تبدأ بالأحب إلى قلبك . فتح الله لك باب الدعوة إلى الله ابدأ بالدعوة إلى الله،فتح الله لك باب الذكر،ابدأ بالذكر،إن فتح الله لك باب الإحسان للفقراء،ابدأ بهذا الباب،افتح هذا الباب،ليفتح الله – عز وجل – لك بعده أبوابا أخرى فضل الله عظيم،ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء،والله ذو الفضل العظيم . لكن لابد من أن تعي التدرج قالت عائشة - والحديث في البخاري(( إن أول ما أُنزل من القرآن سورة فيها ذكر للجنة والنار،حتى إذا تاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال والحرام،لا تزنوا لا تشربوا الخمر،تقول:ولو نزل أول مانزل:لا تشربوا الخمر ولا تزنوا لقالوا لا ندع الخمر ولا الزنا أبدا )) وهذا ما فهمه الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز حين جاءه ولده البار عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز شاب في ريعان شبابه ، لم يبلغ السابعة عشرة ، من عمره لما تولى والده الخلافة وبويع في المسجد ، وذهب عمر بن عبد العزيز ، ليستريح قليلا فذهب إليه ولده وقال: يا أبت يا أبت ماذا تصنع تنام قبل أن ترد المظالم إلى أهلها ما لي أراك لا تحمل الناس على الحق ، ثم قال الولد بحماس فوار وإخلاص كبير : والله لا أبالي إن غلت القدور بي وبك في الله – يعني لا أبالي إن وضعت أنا وأنت في قدر يغلي فيه ماء أو زيت ما دام عملنا لله . فقال عمر بن عبد العزيز العالم الفقيه الراشد:يا بني لا تعجل إن الله – جل وعلا – ذم الخمر في القرآن مرتين وحرمها في الثالثة،وإني أخشى أن أحمل الناس على الحق جملة واحدة فيدعوا الحق جملة واحدة،فتكون فتنة هذا هو الفهم رابعا:صحبة الأخيار من أصحاب الهمم العالية ورد في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي قال : (( مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير )) وقال علي بن المديني إمام الجرح والتعديل:بقد أعز الله الدين بأبي بكر يوم الردة وبأحمد بن حنبل يوم المحنة ، فإن من الناس ناسا تذكرك وجوههم بالله ناهيك عن كلماتهم وأفعالهم، وإن من الناس ناسا تذكرك وجوههم بالشيطان وبالمعاصي وتستثير كلماتهم شهواتك الكامنة ، وتحرك كلماتهم ووجوههم وكلماتهم غرائزك الهاجعة، فإياك أن تصحب هؤلاء واصحب الأخيار الأطهار الأبرار،ممن يذكرونك بالعزيز الغفار ويذكرونك بمنهج النبي المختار. خامسا:عمل اليوم والليلة من الأذكار والصلوات والقرآن والذكر والاستغفار إلى غير ذلك،المحافظة على الصلوات في جماعة،المحافظة على الورد اليومي للقرآن،المحافظة على أذكار الصباح والمساء،والذكر المطلق،المحافظة والمداومة على الاستغفار في السحر لتكتب عند الله من المستغفرين بالأسحار،المحافظة على التذلل والتضرع والتزلف والدعاء لرب الأرض والسماء،المحافظة على عمل اليوم والليلة فما تقرب إلى الله – جل وعلا – عبد بأحب مما أفترض الله – تبارك وتعالى – عليه كما في الحديث القدسي(( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب،وما تقرب إلى عبد بشيء أحب إلى مما افترضته عليه ولا زال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ورجله التي يمشي بها ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه )) سادسا:ذكر الجنة والنار إن ذكرت الجنة هان عليك كل شيء،وإن ذكرت النار هربت من كل معصية،فأكثر من ذكرالجنة والنار،لتعمل من أجل الجنة ـ ولتفر من أجل النار،فالفرار نوعان:فرار السعداء،وفرارالأشقياء،فرارالسعداء هو الفرار إلى الله بطاعته وفرار الأشقياء هو الفرار من الله والإعراض عن طاعته قال جل وعلا{فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ }[ الذاريات/50]ففر إلى الله بالطاعةلتكون من أهل الجنةوفر إلى الله بالبعد عن المعصية لينجيك الله – جل وعلا – من النار. سابعا:المحافظة على مجلس من مجالس العلم ليتجدد فيه لتجدد فيه إيمانك وليتجدد فيه معرفتك بالله وبرسول الله وبالحلال والحرام . ثامنا:أكثروا من ذكر الموت فإن هذا يذكرنا بالله ويذكرنابالآخرة قال كما في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث أنس (( من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه وجمع الله عليه شمله وأتته الدنيا وهي راغمة ومن كانت الدنياهمه جعل الله فقره بين عينيه وفرق عليه شمله ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له)). |
| |
|